أصدرت دار الرواق للنشر رواية "البصّاص" للكاتب والأديب مصطفى عبيد ، تتناول الرواية نُظم التجسس عبر العصور على خصوم السُلطة .
وتطرح الرواية من خلال أستاذ تاريخ كيفية تعامل الأجهزة الأمنية مع رجالها وخصومها على السواء وكيف يتم تشويه المناوئين وتجميل التافهين في المُجتمع من خلال دعاية مدروسة . وتتشابك في الرواية كثير من حوادث العصر الحديث مع مشاهد موثقة من التاريخ .
تدور الرواية حول كرم البرديسي أستاذ التاريخ الذي يدرس نُظم العسس عبر التاريخ. يحمل الرجل قلمه مُتتبعا قصص الجلادين والمُعذِبين من زمن لآخر محاولا تعريتهم وكشف مخازيهم. ويرصد خطواتهم خطوة وراء أخرى في عصور المماليك ، ومحمد على ، حتى يشتبك معهم في الزمن الآنى ، وفي رحلته الخطرة يعرف الحب مع شريكة نادرة وهبت حياتها لمقاومة الدولة البوليسية ، ورفض انتهاك الإنسان ، ويتصور الرجل عيوناً تُراقبه وآذانا تتجسس عليه في كُل مكان . ويحتشد البصاصون حوله ليكشفهم واحدا تلو الآخر .
يتشابك الزمن لتتكرر نماذج القبح في بلد مقهور إنسانه ، وتتوالى المفاجآت ، ويتعرى المشهد عن واقع يغلب الخيال .. ويقول الكاتب على لسان أحد أبطال روايته "البصاص".. " العلم خارج اهتمامكم أيها الشكاءون بلا نهاية . يا شعوبا من كلام لِم تستخفون بجلسات البحث العلمي وتحتشدون أمام مباريات الكُرة وحفلات الرقص الشرقي ؟ يا أناساً من ضجيج لمَ تتجاهلون عواصف التفكير وتنشغلون بالسواك والجلابيب القصيرة وعذاب القبر وعلامات الساعة ؟ يا بشراً ينام نصف العُمر وينافق أبد الدهر لمَ تتغيبون عن حفل ميلاد قامة فكرية في سماء بلادكم ؟".
وتتخذ الرواية من مقولة "التاريخ لا يُكرر نفسه إلا في الأمم المتخلفة" إطاراً عاماً للتدليل على ضعف التطور البشري، والرواية تمضي في إطار بوليسي مشوق وبلغة شعرية بليغة، وهي ثالث رواية للكاتب والذي صدرت له كُتب عديدة في التاريخ والدراسات الفكرية والإنسانية.
يقول الكاتب على لسان أحد أبطال روايته "عينا البصاص لا تمسهما النار لأنها باتت تحرس في سبيل الله، يُسجل الشاردة والواردة، ويدقق النظر في وجوه الخلق مستقرئا خباياهم ومفتشاً أسرارهم، عيناه مُسلطة على الجميع الكبير والصغير، الغني والفقير، الأبيض والأسود، العبد والسيد، كل نظرة وراءها غرض، وكل فعل خلفه خفايا، يتتبع الكلمة خلف الكلمة متى خرجت من ألسنة الإفك وصُناع الفتن لتنسل لحم الدولة".
تُعرض الرواية خلال معرض القاهرة الدولي للكتاب في أجنحة دار الرواق للنشر ، ويتم إقامة حفل التوقيع الخاصة بها خلال الأسبوع الأول للمعرض، وتعد "البصّاص" الرواية الثالثة لـ"مصطفى عبيد" ، وللكاتب عدة كُتب منها روايتان هما " ذاكرة الرصاص " و"انقلاب" صدرتا عامي 2013 و2014 على التوالي.. وهي أول رواية مصرية يسبق تسويقها برومو مصور انتشر على وسال التواصل الاجتماعي على سبكة الانترنت.