التاريخ : الثلاثاء 10 ديسمبر 2013 01:29:59 مساءً
كتبت قبل خمسة أشهر و تحديداً فى السابع عشر من يوليو الماضى مقال بعنوان "حتى لا يطير الدخان" وقصدت حينها دخان ثورة يناير المتمثل فى أهدافها وضرورة عدم التفريط فى أيه منهم، لأن حبات العقد يجمعهما خيط واحد وضياع حبة واحدة تعنى ضياع العقد كله.
ولذا ركزت فى المقال المذكور عن الخيط الرابط لحبان العقد الا وهو الحكم المدنى بكونه من أهم أهداف ثورة يناير التائهه بين سذاجة ثوارها وطمع مُناصريها من الساسه وكارهيها مستغلى ما سبق للزج بها فى غيابات التاريخ بوصفها إنتفاضة فاشلة وما شابه ذلك من أوصاف، وللحقيقة لا يٌقلقنى هذا الهراء لأن ما دام فاعليها الشباب ستظل باقية بشرف أسبابها مهما حاول البعض العبث بالتاريخ.
أعد هذه الكلمات هى النداء الأخير لهواة الصبغة المدنية و الطامحين فى الحكم المدنى للبلاد لكى يتمسكوا بالمطلب نفسه والتمسك الذى أعنيه هو الفطنة بأى الاشكال سيُطبق، فلا يراودنى الشك فى تحقيقه بل مكمن الشك فى فاعليته ولنا فى بعض مواد الدستور الشاهد وسأتحدث عن هذه المواد بعد لحظات.. دعونا نعترف بصراحة صحية ــ تُقصر علينا الطريق ــ بوجود حرج او اعتراض ضمنى وربما عقيدة وعدم اقتناع لدى المؤسسة العسكرية المتمثلة فى وزارة الدفاع بإعطاء التحية او تبقى تحت لواء حاكم ذو خلفية مدنية أى كان توجهه ويكفيه كونه خارج المؤسسة العسكرية، مع العلم انها وعت إلى رغبة شريحة كبيرة من الشعب قوامها الرئيسى الشباب لتذوق نكهة الحكم المدنى ومن هنا يأتى صدام التعود العسكرى والرغبة الشبابيه الشعبية.
فى السياق نفسه خرج علينا الدستور ببعض مواد فى ظاهرها التوازن بين رُكنى الصدام وفى باطنها تفرقة الحكم المدنى بين القبائل او التقليل من رونقه وسلطاته حسبما تأتى إحدى مواد الدستور بعدم قدرة الرئيس بإقالة وزير الدفاع وإعطاء سلطة إقالته للمجلس العسكرى بالإضافة للمادة التى حددت فترته لمدتتين فقط فى خطوة غريبة المنطق لكنها ذات دلالة قوية عن رغبة المؤسسة العسكرية للعزوف عن كنف الحكم المدنى مع تحقيقه، فينقسم الحكم ــ ولو لم يُعلن ــ لعناد الطبائع بين رئيس مدنى لهواة المدنية ووزير الدفاع كرمز المجلس العسكرى لمن يرأو حتمية الحاكم ذو الخلفية العسكرية وتلك حالة غير منضبطة لشكل الدولة المصرية.
مازلت أرى أن تحقيق الحكم المدنى الخالص بجل صلاحياته المنضبطه عبر مؤسسات الدولة السيادية والتنفيذية تحت مظلة القانون فيه ثلاث أعشار نجاح الثورة وإنقاذها من بلاد التيه المرتحله إليها الآن.
ولنا لقاء مادام لرزق الكلمة بقاء.
|