التاريخ : الثلاثاء 28 يناير 2014 10:00:52 مساءً
اكاد اجزم ان جل المصريين عرفوا ان من بنى مصر كان صانعاً للحلوى او كما يُعرف (حلوانى )، من خلال تتر المسلسل الشهير بوابة الحلوانى منذ سنين، ولكن قد لا يعلم البعض استناد هذا التشبيه إلى القائد جوهر الصقلى (الصقلبى) نسبة إلى الصقالبة الذين كانوا يسكنون بأواسط أوروبا، الذى بنى "قاهرتنا المقهورة هذه"، وكان يجيد عمل الكنافة والحلوى، فاستُخدمت هذه الإجادة بإبداع جم فى الدلالة على حلاوة مصر ومزازة طباعها وربما كان حالها أيضا، مِزز يصل إلى المرارة !
ولأن التشبيه دلالى يقبل استخدامه على اوجه شتى ودلالات مختلفة، وهذا ما نراه للمفردة الواحدة حيث تستخدم فى اكثر من موضع بأكثر من معنى ودلالة، وقد يولد معنى جديد معاصر للكلمة يتماشى مع زمن ميلاد هذا المعنى مثلما نرى فى كلمة (حلوانى).. يبقى المعنى المتعارف عليه وهو صانع وبائع الحلوى سارياً الا ان اضيفت له معنى آخر عامى من وحى الزمن الحديث والحياة وربما خبرات الشارع والمجتمع الشاقة كانت او الناعمة وهو وصف العمل الغير متقن منقوص الضمير فى اتمامه او الشئ المنجز بدون اقتناع او رضا عنه، واعتاد القوم استخدامها فى العصر الحديث على هذا المنوال وفى هذا السياق..
بالنظر للشارع والمجتمع المصرى نظرة متأنية دون الوضع فى الإعتبار الإضطراب السياسى الحادث، نجد ان اللى بنى مصر كان فى الأصل.. حلوانى!، ولكنه حلوانى بالدلالة الثانية المعاصرة، فأكم من الأعمال المنجزة بلا ضمير فاقدة الإتقان بداية من إنارة المصابيح ورصف الشوارع مرورا إلى صنعة احد الحرفيين مثل السباكة والبياض وما شابه ذلك فى منزلك وصولاً لآداء المحافظين والوزراء، أعمال تنفذ لمجرد العمل لا لغرض التطوير والإتقان الا من رحم ربى..
ولذا لنسترجع الدلالة الأولى يجب علينا كأفراد ان ننهى حالة الكسل والرتابة فى العمل، وان نبغى الإتقان فيه اكثر مما نبغى الخلاص منه على اى صورة كانت، الصورة التى فى أغلب الأحيان تكن عمرها قصير عُملت حلوانى كما يقال، ومع مرور الزمن وكثرة الإهمال انتقلت الأعمال الفردية الحلوانية إلى دولة بأكملها ذو طبع حلوانى !
ولنا لقاء مادام لرزق الكلمة بقاء.
|