الثلاثاء 30 مايو 2023 - 08:11 صباحاً  

sg

مطعم وكوفى شوب القرية النوبية

مطبخ سماح

حديث الصور - البلد اليوم

عبد الرازق الشاعر


من يكتفي؟

د.منى النموري


إكتشافات السنين لأم أربعة وأربعين

أيمن أبو العز


تغريدات فلسفية (10)

د. مروه نعيم


أضغاث أحلام (5)

كريم علي


  بين الشيطنة والملائكية

عبد العظيم درويش.


  المعاشات.. «خط أخضر» دائماً!

أحمد الصاوى


  عاشت حرية الرأى

حسام عبد العزيز


  الحلول الغائبة !

 

 

Flag Counter

هل تتوقع تراجع الأسعار في الأسواق مع توفير مستلزمات الانتاج؟

  الأسعار لا تتراجع في مصر بعد زيادتها

  نعم ستتراجع بسبب توفير مستلزمات الانتاج

  غير مهتم


نتائج

 

أضف  البريد الالكتروني :
 
 

 
 
 

إغتراب (قصة قصيرة)

د. مروه نعيم

 

التاريخ : الخميس 30 يناير 2014 02:40:18 مساءً

لا بأس، إنها الوحدة مجدداً ..

و هى لم تنتهى يوماً لتبدأ مرةً أخرى، إنها دائماً ملازمة له كظِله حتى عندما يكون فى جمعٍ غفيرٍ مِن الناس ..

فحين يكون وحيداً، تلتهم الوحدة عقله و تجرى دموعه، و حين يدس نفسه وسط الناس أملاً فى الإندماج، إما يهملونه إهمالاً يضاعف وحدته و يضيف إليها جرحاً قاسياً لكرامته، و إما يشعر هو مِن تلقاء نفسه أنه جملة إعتراضية فى إيقاعهم المُرسَل ..

وحدته تتعاقب أمواجها فى مدٍ و جزر لتضرب جوارحة فى عنف و شراسة بالغين، تاركة له ضيق و مرارة لا حد لهما.

و ما عاد يدرى إن كان سببها عزوف الآخرين عن مشاركته آلامه و أحزانه على كثرتها، و إحجامهم عن مقاسمته أفراحه و مسراته على ندرتها؛ أم أن سببها عجزه هو عن التكيف مع مَن حوله!

كثيراً ما راوده التفكير فى إحتمال أن تكون تركيبته النفسية ذاتها هى لُب المأساه .. فهو دائم الشعور بأنه مختلف أو (عَجَبة) كما يحلو لمَن يعرفه أن يطلق عليه! .. لا يفكر كسائر الناس، و لا يرتدى ما يرتديه أقرانه، و لا يمارس ما يمارسه مَن هم فى سنه .. دائماً و أبداً هو أكبر مِن سِنه بسنوات طويلة، يحسده البعض عليها كونها وقاراً و رزانة، و يمقتها هو مقتاً إذ أدرك أنها لص قد سلبه عمراً لم يعشه بعد!

أعياه فرط التفكير فى وحدته دون جدوى، و أدرك أنه يحتاج أن يستنير برأى آخر، يرى الصورة مِن زاوية أشمل و أوضح، ليمنحه جواباً شافياً، ينهى عذاب الحيرة، و يضع كفيه على حل المعضلة ..

و لكن المفزع فى الأمر أن إيجاد هذا الآخر كان عذاباً فوق العذاب!

فينبغى أن يكون أحد المقربين، و أن يتمتع بحكمة و نفاذ بصيرة، و أن يكون مخلصاً و أميناً، و ..

و إبتسم ساخراً مِن عقله و هو يملى عليه تلك المواصفات و همس لنفسه فى آسى:

- "و هل فى حياتى شخص كهذا؟! إن كان موجوداً لما وصل الحال إلى ما هو عليه الآن مِن الأساس".

بدا له همه و كأنه تضاعف عِدة مرات مع وصوله لتلك النتيجة، و لكنه لملم أشلاءه سريعاً كما يفعل دائما، و جر خطاه إلى المنزل جراً، ثم دلف إلى حجرته .. صومعته التى يشعر داخلها بمزيد مِن الوحدة، و مزيد مِن الضجر .. ألقى جسده على السرير و ثبت ناظريه على نقطة ما فى سقف الحجرة .. مرت دقيقتان مِن الصمت المُطبق قبل أن تنحدر مِن عينيه دمعتان و يغمض جفنيه فى مراره و يفتحهما ثانية متسائلاً بتنهيدة قاسية للمره المليون:

- "أما لهذا العذاب نهاية؟!" 

 

التعليقات



من نحن - إتصل بنا - الإعلانات - خريطة الموقع - إدارة التحرير

 © Copyright  2012 Albalad Alyoum

Designed and Developed by SLSEG.Com , All Rights Reserved .