التاريخ : السبت 15 فبراير 2014 09:22:45 مساءً
سبحان الواحد الفرد الصمد ، المُنزه عن الصاحبة والولد ، لذاته الكمال والجلال ، نخشاهُ بالألوهية وندعوه بربوبيه ، ولذاته التوحيد لا غيره ولا شريك له فى المُلك ، المُلك الدائم الباقى دوماً ، يُقر ببقاءه وأبديته المؤمنون ولا زيغ عندهم فى ذلك ، وتغفو الحقيقة عن من غرته الحياة الدنيا بمُلكها الزائل وعرضها المنصرم ، وحتماً ستتجلى حقيقة المُلك وصمديته وتفيق الدنيا ومن فيها يوماً على النداء النهائى .. لمن الملك اليوم ، لله الواحد القهار .
أقف كثيراً عند العالم الغربى المتخلف ، المتأخر ديمقراطياً نسبة إلينا ، نحن الشرق .. مازالوا يُرهقون شعبوهم ويُضيعون أوقاتهم وأموالهم فى ما يُسمى الإنتخابات بل وصل بهم الفُجر إلى وجود أكثر من مرشح للمنصب الواحد .. ما هذا الهُراء المتبع لديهم ، أهى بدعة؟! ، ربما تكون هرطقة ، الحمد لله الذى عافانا مما ابتلى به الغرب!
اسخر .. نعم اسخر ، وما وجدت الا السخرية تعقيباً على منطق البعض مما يتمرمغون فى وحل الوحدانية البشرية ولا يقبلون اى تعددية فكرية كانت او سياسية ، وهذا التوجه لن تجده سوى فى هذا الشرق الأوسط المبعثره أركانه ، الخافته هيبته بين الأمم .. المنافسة لا تسمى منافسه الا بوقوع حدث التنافس بين شخصين على الأقل ، المصريون بطبعهم يحبون المنافسة ويعشقونها عندما تكون على شاشة التلفاز تنهب أموالهم عبر المكالمات البلهاء ، وعلى مقاهى ومجالس العاب الزهر ، ويجيدوها على المسطحات الخضراء و الأسفلتيه بالشوارع ، ورغم كل ما سبق من منافسات ترفيهيه نُصاب نحن المصريون بزهايمر حاد يُنسيهم ثقافة المنافسة فى الجاد من الأمور تحت تأثير الأهواء وربما التحايل على المبدأ ، مما أخرجنا اليوم كمجتمع من طور المعقول لسخافات اللامعقول..
اتعجب من حالة الهجوم والتهكم الجارية منذ اعلان حمدين صباحى ترشحه للمنصب الرئيس ، وتعجبى هذا ليس للهجوم على شخص المرشح او الثورى حمدين صباحى ، لأن الهجوم على أى مرشح أثناء الإنتخابات وارد ومكرر وجزء من أجواء البهارات الإنتخابية ، ولكن تعجبى لاعتقادى ان الهجوم هذه المرة على فكرة الترشح من الأصل وتزايد نغمة حمقاء بأن لا فائدة من الترشح خصوصاً بعد قٌرب اعلان ترشح وزير الدفاع الحالى عبد الفتاح السيسى والتعامل وكأن الأمر قد حُسم ، قبل ان يعلنه الرجل رسمياً او نَّطلع على برنامج انتخابى او نسمع رؤى و وجهات نظر وحلول لمشكلات الوطن الطاحنة .. وهنا نعود لفكرة التوحد فى شخص ــ وهى مصرية مائة بالمائة ــ ولو كان محبوباً وما يصاحبها من عدم تقبل الآخر بل نسعى لإخلاء الساحة تماماً من أى منافسه قد تُبرز لنا فوائد وترشدنا للإختيار عن اقتناع او تخلق مناخ صحى للحكم والحاكم ، وعلى أقل تقدير تحمى الحاكم من نفسه او الاغترار جراء الانفراد بالمشهد و مهاجمة كل من يحاول التنافس ، وهو حق مشروع للجميع .. استقيموا يرحمكم الله .
ولنا لقاء مادام لرزق الكلمة بقاء ..
|