التاريخ : الثلاثاء 14 أغسطس 2012 03:35:09 مساءً
فزورة رمضان هذا العام مؤلمة وساخره ببراعه منقطعة النظير تجعلها أفضل ما رأيت من كوميديا سوداء حتى الآن! فمع فجر الجمهوريه الثانيه، ومشروع النهضه، وتوقنا الشديد لدخول مصر فى مكانتها اللائقه، وسط كل هذا الزخم نفاجىء بنكسة إنقطاع الكهرباء يومياً بكل شبر فى مصر! ولأننا شعب طيب.. حَسن النيه.. إفترضنا أن ما يحدث تخريب مُتعمَد وفق خطه مُحكمه لزعزعة إستقرار البلاد وتأجيج حاله مِن السخط على الرئيس المُنتخَب لإجهاض مشروعه قبل أن يرى النور.. أقنعنا أنفسنا بذلك.. حتى فوجئنا بتصريحات من أرفع المستويات تنفى التصور السابق وتحل الفزوره بإتهام الشعب (المُترَف) بانه السبب!.. فقد صرنا نقتنى التكييفات والمراوح الكهربائيه!.. ورغم عدم إقتناعى بهذا التفسير مطلقاً – لأن الشعب لم يدلل نفسه بتلك الأجهزه فجأه بعد تولى السيد الرئيس المنتخب مقاليد الأمور وليس هذا أول رمضان يمر علينا فى الصيف – إلا أن ما أدهشنى وأحبطنى بقسوه فى ذات الوقت هو تلك الحلول شديدة الغرابه والإستهزاء التى جاءت على لسان أولى الأمر!.. فبدلاً من ان أستمع لحلول من قبيل إنشاء محطات توليد الكهرباء بالطاقه الشمسيه أو حتى إنشاء مفاعلات نوويه أو إنشاء مولدات تقليديه جديده، وجدت حلولاً هزليه: (إشربوا م القُله!!.. هووا بمروحه خوص!!.. إلبسوا قطن!!.. إحبسوا نفسكم فى أوضه واحده فى البيت!!).. هل هذا هو الخطاب السياسى فى شأن كهذا؟!!.. لا أصدق!
حسناً، بدايةً أوضح لولاة أمرنا الأجِلاء أن الكهرباء لا تعنى مياه مُثلجه وأجهزة تكييف ومراوح فحسب!.. الكهرباء تعنى مستشفيات ومرافق حيويه وعيادات أطباء ومكاتب محامين ومحاكم ومؤسسات حكوميه ومحال واعمال خاصه و(اكل عيش) ومصالح ناس! الكهرباء التى تقطعونها عنا بلا آدميه يا ساده حياة كامله!.. ثانياً، يا مَن تقطعونَ عنا الحياه، خطابكم بشأن الحلول المُقترحه والتهديدات المُستقبليه بقطع الكهرباء الإجبارى إبتداءً من العام القادم يحمل تفسيران أحلاهما علقم!.. فإما أنكم لا تدركون حجم المأساه التى تنزل بشعبكم ويفقد معها البعض حياته نفسها (رجاء مراجعة حادثة إختناق راكبه بالمترو!)، أو أنكم عفواً تعودون بنا للعصور الوسطى!.. ولا تتخذوا من تعداد السكان ذريعةً لتبرير موقفكم الممتهن لكرامتنا وآدميتنا!.. إعطونى مثالاً لدوله واحده بالعالم – حتى إن كان العالم الثالث – تنتهج هذه الفلسفه الألمعيه فى التعامل مع الكهرباء!
و لماذا لم نسمع هذا الكلام من الهند أو الصين اللتين تفوقانا تعداداً بشرياً ومساحةً جغرافيه؟!
إن كانت لديكم مشكلة ما صارحونا بها، فهذا الشعب لم يعد قاصراً و لو شعر بصدقكم ووثق بكم سيعينكم ويتحمل من أجلكم فوق طاقته.
و للنهايه سأفترض فيكم حسن النيه وإخلاصها.. وسأرفع إليكم إلتماساً رقيقاً.. ايها القائمون على امور البلاد والعباد.. طفح الكيل.. وبلغت الروح الحلقوم.. نرجو أن تتعاملوا مع (النكسه) بحلول علميه مُبتكره قابله للتنفيذ على أرض الواقع بما يحفظ كرامة المصريين وآدميتهم وحقهم فى أبجديات الحياه فى القرن الحادى والعشرين!
|