التاريخ : الثلاثاء 14 أكتوبر 2014 03:50:44 مساءً
المشهد الأول
يجذبنى كل صباح مشهد الطلاب وخاصة الأطفال منهم ، وهم يتأهبون للذهاب إلى مدارسهم ، الا ان ما يعكر صفو المشهد هو الحمل الملقاه على ظهورهم بغير ذنب لهم او حول او قوة، فقط سوء تصرف من الكبار يحمل مشقته الصغار .. حقيبة الكتب الثقيلة تحنى ظهور الأطفال وكأننا نُدخل بهم إلى جملة إنحناءات مجتمعنا منذ نعومة أظافرهم ، ونشكل الإنطباع الأول لهم عن الحياة خارج المنزل على هيئة إنحناة ظهر!
المشهد الثانى
كُتبت النهاية واُضيئت صالة السينما وبينما استعد الجميع للخروج ، وهمهمات الحديث والآراء حول الفيلم تملئ الآذان ،وإذ تقع عينى على شابين احدهما يرفض الخروج الا بعد ان يعثر عليها وفق ما قال لصديقه ، ثم قام بالإنحناء وسند بركبتيه على الأرض وانحنى اكثر حتى قاربت رأسه ان تصتدم بالأرض ، باحثاً فى هلع عن ضآلته تحت الكراسى ، ثم ابتهج بعض ضيق وسحب يديه من تحت الكرسى ونهض ووضع علبة سجائره المفقودة فى جيبه ورحل!
المشهد الثالث
مشهد متكرر على جميع الأصعدة فى عالمنا العربى ، علاقة الحاكم او المدير او كل من يملك سطوة وسلطة فى اى مجال كان مع من يدنوه فى المنصب والمكانة ، تراها دوماً فى العالم العربى ــ الا من رحم ربى ـــ علاقة إنحناء لا مشاركة وشورى تجعل الهامات تتشارك فى العمل والفكر ، ترى الموظف ينحنى امام مديره فى خضوع مستفز ، لا يمت للإحترام المزعوم صلة ، لأن الاحترام ملامحه جلية ولا حاجة للإنحناء لإظهاره ، بل يدل الإنحناء على حالتين ، اما الرهبة المبالغ فيها وهى ليست من شيم الرجال أصحاب المنطق والرأى ، وإما النفاق وهو مذموم ومفضوح أمره ويجلب المهانة والإستحقار والدرج الأسفل من النار!
ولنا لقاء مادام لرزق الكلمة بقاء ..
|