الثلاثاء 30 مايو 2023 - 08:50 صباحاً  

sg

مطعم وكوفى شوب القرية النوبية

مطبخ سماح

حديث الصور - البلد اليوم

عبد الرازق الشاعر


من يكتفي؟

د.منى النموري


إكتشافات السنين لأم أربعة وأربعين

أيمن أبو العز


تغريدات فلسفية (10)

د. مروه نعيم


أضغاث أحلام (5)

كريم علي


  بين الشيطنة والملائكية

عبد العظيم درويش.


  المعاشات.. «خط أخضر» دائماً!

أحمد الصاوى


  عاشت حرية الرأى

حسام عبد العزيز


  الحلول الغائبة !

 

 

Flag Counter

هل تتوقع تراجع الأسعار في الأسواق مع توفير مستلزمات الانتاج؟

  الأسعار لا تتراجع في مصر بعد زيادتها

  نعم ستتراجع بسبب توفير مستلزمات الانتاج

  غير مهتم


نتائج

 

أضف  البريد الالكتروني :
 
 

 
 
 

واغش!

د. مروه نعيم

 

التاريخ : السبت 07 فبراير 2015 06:27:44 مساءً

(1)
رغم تلقينا المشهد آنذاك بسخرية بالغة مازالت تلقى بظلال البسمة على الوجوه كلما أعدنا المشاهدة، أو تذكرنا الخطاب؛ إلا أن السؤالين الوجوديين اللذين قد طرحهما الرئيس الليبى السابق معمر القذافى يدويان فى رأسى دوياً و أنا أطالع جرائم داعش:
مَن أنتم؟!
و مِن أين جئتم؟َ!
تلح علىَ بشدة نظرية المؤامرة. و لا سيما أن شواهداً عِدة تعضد تلك النظرية، و تسبغ عليها مِن المنطق ما يجعلها أقرب للواقع، و أكثر إقناعاً للعقل. إن توقيت طفح هذا الوباء على الجسد العربى يثير الريبة. لماذا عقب "الربيع" العربى مباشرة؟ و كأن بعضهم يتعمد أن (يلخمنا) فكرياً، و يستنزفنا عسكرياً و مادياً كى لا (تقوم لنا قومة) فى المدى المنظور، و لا تدفعنا طاقة الأمل و الوطنية المتولدة مِن ثورات التصحيح إلى البناء و التقدم.
مِن غير المُستبعد على الإطلاق أن تصح المقولة المنسوبة لرئيس المخابرات المركزية الأميريكية الأسبق (جيمس ويلسى) عام 2006:
"سنضع لهم إسلاماً يناسبنا"!!
ثم أن اللعبة القديمة ليست ببعيدة عن المشهد أيضاً. ففى مستواها الأول، يقف المجتمع الدولى متفرجاً فى البداية؛ يستمتع بالسوق الرائجة لتجارة السلاح و أشياء أخرى مع داعش. حتى إذا ضغطت أمريكا على زر الإنتقال للمستوى الثانى مِن اللعبة، تعالت نبرات الشجب و الإستنكار، و ظهرت خطابات النخوة المُصطنعة التى تعلن عن عزم (كبيرة العالم) و ذيولها بالتدخل العسكرى لتوجيه ضربات "محدودة" للإرهاب بإحدى بلدان الشرق الأوسط. و يبارك بعض السذج و الجهلاء و الخونة و العملاء هذا التدخل و يستقبلون "الإحتلال الناعم" إستقبال الفاتحين.
و بقية اللعبة معروفة بالطبع ..
و لكم فى العراق عبرة يا أولى الألباب.
 
(2)
عودة للأسئلة الوجودية:
مَن داعش؟ و ماذا تريد؟
إنهم تنظيم إرهابى خرج مِن عباءة تنظيم القاعدة. يتبنون الفكر السلفى الجهادى، و يهدفون – وفق زعمهم –  إلى إعادة الخلافة و تطبيق الشريعة الإسلامية.
و فى بادىء الأمر، تأسس التنظيم فى العراق عقب الإحتلال الأميركى عام 2004 بهدف مقاومة المحتل مما أكسبه بعض الشعبية و التأييد. ثم إفتتح له فرعاً فى سوريا لاحقاً و أخذ فى النمو. 
ثم حدثت نقلة نوعية فى الفكر و الهدف و التوجهات الخاصة بهذا التنظيم. و إختلف قادته مع زعماء القاعدة. و إنفصل التنظيم الأحدث عن راعيه القديم فى فبراير 2014. 
و طور الدواعش مِن الأيدولوجية، و تعاظم لديهم الطموح. فمِن مقاومة الإحتلال الأميركى للعراق، إلى التطلع إلى إقامة "خلافة إسلامية" بتأييد من السنيين العراقيين، إلى القفز على سوريا و التدخل فى حربها الأهلية و الحلم بتوسيع رقعة الخلافة لتشمل سنيي سوريا أيضاً، و إنتهاءاً بالتلويح لغيرها برايات الخراب.
 
(3)
ترى ما السبيل إذن لتجنب خطر هذا الـ (واغش)؟!
لا أظن الأمر ببعيد عن أم الدنيا. صحيح أن الله قد عافانا من مواجهات مباشرة معلنة مع التنظيم الأم حتى الآن. لكن رائحتهم العَفِنة تفوح مِن عمليات الإرهاب الأسود التى تدمينا كل يوم. و قد أعلن إرهابيو "أنصار بيت المقدس" مبايعتهم لـ (واغش) و غيروا إسمهم رسمياً إلى ما يدعى بـ "ولاية سيناء"!! 
و حيث أن الأمر كذلك، فلدى إقتراح متواضع قد يخطىء و قد يصيب. لكننى لا أعتقد أن الحلول الأمنية و العسكرية وحدها كفيلة بالأمر. صحيح أنها ضرورة، لكنها ليست كل شىء. كما أن تلك الحلول ينبغى ان تقوم بها الجيوش العربية فحسب و لا يُسمَح بأى حال كان، أو تحت أى ظرف، بتدخلات أجنبية فى الشرق الأوسط.
و حين أقول ذلك، فإننى لا أهزى، و لا أجهل أو أتجاهل موازين القوى العالمية، و لا أتعامى عن أصحاب صنع القرار فى المنطقة، و إنما ألمح إلى ما يجب إستخدامه مِن حلول جنباً إلى جنب مع الحلول الأمنية و العسكرية.
على المدى القصير، نحتاج أن يؤدى الإعلام دوراً محترماً و لو لمره واحدة فى تاريخه لوجه الله! عليه أن يرفع درجة الوعى لدى المصريين، و أن يتناول هذا المتغير المثير للقلق تناولاً واقعياً و منطقياً، لا بتهويل مِن شانه و لا بتقليل مِن مخاطره.
ثم ينبغى أن تكون لآلتنا الإعلامية صدى مسموع فى أرجاء الدنيا كلها. إن مشكلة الإنتشار لم تعد مرهونة بالإمكانيات المادية، و لا تشفير الأقمار الصناعية. مَن يريد أن يصل للأخر سيصل و لو بأدوات الهواة؛ و لو بإعلام بديل غير رسمى. لكن هناك وزن و معنى لأن يحدث هذا عبر إعلام الدولة الرسمى. إن المواطن الغربى ليس أفضل حالاً منا. هو الاخر لا يعرف شيئاً عن السياسات التى تُدار بها بلده، و لا يصله عنا إلا ما يملأون به أذنيه و عينيه من أكاذيب و مغالطات.
(عايزين ننور على الناس دى و نكسب فيهم ثواب)!!
إذا كانت ثمة حرب مستترة باردة يخوضوها ضد عقولنا بجدارة، فما المانع أن نستخدم السلاح ذاته؟!
إن فى ذلك إحتمال لنجاحنا فى إرباك مخططاتهم حال ما كانوا هم صناع (واغش) و رعاتها الرسميين مِن خلف الستار.
فإن كانوا أبرياء من ذلك، فعلى الأقل نسمعهم و شعوبهم أننا لا نريد لأنوفهم أن تُدَس فى شؤوننا.
و على المدى الطويل، نحتاج لأن يعود للتعليم دوره المُرَبِى. إن المتأسلمين من أمثال (واغش) يتسللون إلى عقول الشباب لأنها خاوية من الفهم الصحيح للدين، و جاهزة للملء بأى محتوى. فليس أسهل على الدواعش مِن تكفير المجتمع، و إقناع النشء بأن فى نهجهم تطبيق سليم لمفاهيم الشريعة و الجهاد. ليصير (الزبون) طيعاً فى أيديهم يستخدمونه كيف شاءوا.
إن السبب الرئيسى فى نجاحهم هو تخلينا نحن عن دورنا.
نحن مَن سطحنا المناهج و أفرغناها من مضمونها عام بعد عام ..
نحن مَن جعلنا الجغرافيا و التاريخ مقررات إختيارية و قلصنا سنوات دراستها ..
نحن مَن أخرجنا التربية الدينية و التربية الوطنية مِن المجموع ..
نحن هزمنا أنفسنا ..
و مستمرون بلا كلل و لا ملل نحو أسوأ مما يريدون لنا أن نصل إليه!
و تتوقف فرص النجاة مِن عدمها بعد إرادة الله عز و جل على وعينا نحن بالتدارك، و إرادتنا فى تصحيح المسار.
أتمنى أن تكون فرصتنا ماتزال سانحة ..
أتعشم أن تكون نوايانا صادقة ..
اللهم ألهمنا الصواب.
 
 

التعليقات



من نحن - إتصل بنا - الإعلانات - خريطة الموقع - إدارة التحرير

 © Copyright  2012 Albalad Alyoum

Designed and Developed by SLSEG.Com , All Rights Reserved .