التاريخ : الجمعة 06 مارس 2015 10:52:17 مساءً
ادعو الله ان نصل سريعاً إلى اللون الأصلى للفستان المعجزة ، وان نجد حلاً قاطعاً للصراع حامى الوطيس بين نواب الغبرة الراقصة والطبال و طائر الظلام، وادعو الله ايضاً ان ننتهي سريعا من تلميع نجوم موقعه الكلب الشهيره و منح وسام الندم الكلابي لصاحب الكلب المقتول على شاشات الفضائيات ، وان يمن الله علينا و نصل لقمه الانجاز و الاعجاز و نكف عن التهكم و السخريه من اوبريت مصر قريبه ، و حينئذ عندما ننتهي من المهام الجسيمه السابقه ، نستريح استراحه محارب و نشرب نخب انتصارتنا الجمه و نقف دقيقه حداد على روح العقل الجمعى لهذا المجتمع .. شر البلية ما يُضحك فى العالم كله ولكنه صار مُبكياً فى مصر !!
قبل ثورة يناير كنا نسمع ونردد بعض التحليلات المجتمعية تحت رعاية نظرية المؤامرة أبرزها أن الدولة متمثلة فى النظام تعمل على تغييب الوعى العام وتسطيح فكره وتعمد إلهائه بتوافه الأمور وتعاقبها وتسليط الضوء عليها ، هذا تحليل صحيح ولكننا اكتشفنا هذه الأيام عوار رعاية نظرية المؤامرة له واننا لنا النصيب الأكبر والأيادى الطولى والرغبة الشديدة فى التسطيح وتغييب الوعى وما على الفسدة سوى وضع بذرة الإلهاء ونحن نتم زرعتهم بالميل والإنجراف لتوافه الأمور والانخراط فى تفاصيلها حتى يتم التسطيح والنسيان والغياب بأيدينا ووفق رغبتنا ولولا تهافتنا وإدماننا للرث من الموضاعات ما بيعت لنا بواسطة تجارها فالمدمن من يبحث عن التاجر وليس العكس !
اعجب لمجتمع مثل مجتمعنا المصرى يعج بالمشكلات و من المفترض انه يواجه تحديات اصلاح كبرى ويركن لصغائر الأمور ويضخم منها عبر مواقع التواصل ولكن فى الوقت ذاته يخفت حدة تعجبى حين افطن ان ذلك هو النِتاج الطبيعى لمنظمة تعليمية شديدة التسطيح و وسط ثقافى غلب على رجاله التصومع وذاكرة مجتمع فاقت ذاكرة السمك فى النسيان والتوهان حتى صارت الأخبار التافه تتوالى والانجراف يتوالى ونسيان الأولويات والتحديات الهامة يتوالى ..
علينا ان نكون اكثر وعياً وفطنة فى اختيار ما ننحر قلوبنا وأوقاتنا عليه ، فنحن مجتمع يملك من المآسى الكثير فى جل المجالات الأخلاقية و الصحية والتعليمية و غيرها الكثير ، فالنوفر مجهودنا لتسليط الضوء على الفساد ومحاربته أفراد قبل الحكومة فقط بنشر حالة فساد على مواقع التواصل لتنبيه المسؤلين و المجتمع لها أفضل من نشر خبر عن صراع تافه بين التافهين او مزاح ثقيل عن كليب غرضه الدعم تحبط به الهمم و تنقد نقد لا يسمن ولا يغنى من جوع ، فالحكمة الحكمة .. العقل العقل !
ولنا لقاء مادام لرزق الكلمة بقاء ..
|