كان ينبغى عليها أن تتعلم مِن كل ما مرت به ..
كان ينبغى أن تكف عن الإخلاص حتى آخر قطرة، و التضحية حتى النخاع، و الخوف حتى الموت، و حسن الظن حتى الغباء!
لكنها لم تفعل ..
و غالباً، لن تفعل ..
و هل تفلح النصائح الثمينة، و الخبرات المُربِية فى تغيير طبع أصيل؟!
بالقطع لا!
أمثالها لا ينعم الله عليهم بتمام الشفاء قط!
تتعجب مِن نفسها .. تمقتها لضعفها فى كثير مِن الأحيان؛ لكن كل ما بوسعها فعله هو أن تتمادى و تتمادى فى أى شعور حتى منتهاه!
و تعود خاسرة دائماً ..
و لذلك، فالضربات كلها موجعة ..
و النهايات جميعها صادمة ..
مسكينة هى .. تُدرِك عِلتها و تراها رأى العين، لكنها تعجز عن علاج نفسها.
إلا أن أكثر ما تستهجن، هو ما دفعتها إليه الصدمات المتكررة دفعاً؛ فضلاً عن كونه متوافق طبيعياً مع تكوينها:
شعور الكُره حتى الثمالة!
إنها لم تكن يوماً هكذا .. و لا ينبغى لها أن تكون .. و لا تحب أن تكون ..
لكنه رد الفعل المنطقى و المُتوقَع عندما يغدر الآخرون و (يقلوا بأصلهم).
كلما تلقت صدمة فيمَن رفعته يوماً لمرتبة نصف ملاك، إستحال الود و الإحترام و التقدير بغضاً و إحتقاراً و إشمئزازاً!
هى فى واقع الأمر لا تحتقر مَن خُدِعَت فيه فحسب ..
بل تحتقر نفسها لأن طيبتها كانت سذاجة، و عطاءها كان سَفَه، و مبالغتها فى الإعتناء كانت سوء تصرف!
تخشى أن ترتفع معدلات الكراهية المتراكمة هذه لمنسوب يسمم دماءها أو يغرق جهازها العصبى فى مرض عُضال، أو يقع الإحتمال الأكثر رحمة، و إختصاراً للوقت و الجهد: أن يودى فرط الكُره بحياتها بغته.
لكن، هل مات أحد بداء الكُره مِن قبل؟!
لا يرحمها السؤال .. و لا تهتدى للإجابة ..
و يظل عقلها حائراً فى فلكهما كل مساء .. بينما تُلقى برأسها المُثقَل على الوسادة ..
و يتمتم لسانها بدعوات حارقة .. دعوات قلب مظلوم ..
دعوات على كل مَن تسبب لها فى تلك الأزمة النفسية الأبدية ..
دعوات خالصة عليهم جميعاً .. كلٌ بإسمه؛ متمنية أن يصيب الآثمة قلوبهم ما يستحقون بقدر ما إقترفوا فى حقها ذات يوم.