(7)
مِن الضرورى أحياناً أن تتوقف لتلتقط الأنفاس و تراجع موقفك مِن القضايا الأساسية فى حياتك.
ضع فى إعتبارك أن الظروف تتغير، و تتغير معها المعطيات و المتغيرات و نفوس الناس. الأرض تدور حول نفسها مره كل يوم، و يدور معها كل شىء حول نفسه أيضاً! و رغم أن جاذبيتها قد تمنعنا مِن السقوط فى الفضاء، إلا أنها لا تفلح فى الحفاظ على كافة الأشياء كما كانت.
إن التغير سمة هذا العالم الذى نعيش فيه.
لا تسرف فى تبرير مواقفك للناس، لأنهم سيصبون التُهم فوق رأسك دائماً؛ فى الوقت الذى تعج فيه مواقفهم و سلوكياتهم بالمتناقضات!
إرقب كل ذلك بصمت الحكيم، و علق على وجهك إبتسامة المُطمئِن، و إعرض عن الجاهلين.
كل ما تحتاج إليه أن تكون لديك أفكار و معتقدات متسقة مع ضميرك و لا تُرسِب فى نفسك الشكوك.
تذكر أن مَن سيحاسبك هو الله و ليس الناس، فليكن الأمر بينك و بين خالقك و كفى.
(8)
التسامح مع بعض الناس فضيلة؛ و مع البعض الآخر سذاجة لا تليق بذى عقل!
يتوقف الأمر على مدى تأكدك من نوايا المُخطِىء فى حقك. فالبعض يأتيك مُصالحاً لندمه و إقراره بخطأه. و البعض الآخر ما يأتيك مرتدياً قناع التوبة إلا ليتلذذ بطعنك من جديد!
إستعمل عقلك كما ينبغى فى التفريق بين هذا و ذاك. فلو رددت الأول، ستصبح أنت الآثم. و لو غفرت للثانى سيكون بريئاً مِن ذنبك.
لا تستفتى مشاعرك كثيراً فى أمر كهذا. إن المشاعر طفل أغر، لا يجيد الحسابات و الإستنتاجات. مندفع؛ يحيا على سجيته؛ و مِن ثم، فإنه لا يحسن التصرف و لا يوفق فى إصدار أحكام صائبة فى معظم الأحيان.
إعتمد على المنهج التحليلى، و إوكل الأمر لعقلك، فإن نسبة خطأه أقل كثيراً مِن نسبة خطأ عواطفك إذا تركت لها زمام القرار.
(9)
لا تقضى حياتك كلها على مواقع التواصل الإجتماعى ..
إنها و إن أوهمتك ظاهرياً بتفاعلك مع الناس، فإنها تُحَجِر قطع ما بوجدانك على المدى الطويل؛ لتصحو يوماً و قد أضناك الإكتئاب، و إلتهمتك العزلة، و غَلَفَ وقتك الفراغ.
جِد لنفسك أنشطة أخرى فى الواقع الملموس .. مارس بعض الهوايات، قم بزيارة بعض الناس، ترجل لنصف ساعة مختلياً بنفسك قبيل الغروب.
إقرأ و مارس الرياضة و تحدث مع الناس وجهاً لوجه. لا تسمح للتكنولوجيا الحديثة أن تستعبدك. لتكن جزءاً مِن حياتك؛ لا كل حياتك.
إنها نصيحة لا يتبعها غالباً مَن يسديها إليك ..
و لا تصغى إليها أنت أيضاً ..
و لا عرف كلاكما قيمتها إلا بعدما ينسكب العمر على لوحة المفاتيح!