الثلاثاء 30 مايو 2023 - 07:58 صباحاً  

sg

مطعم وكوفى شوب القرية النوبية

مطبخ سماح

حديث الصور - البلد اليوم

عبد الرازق الشاعر


من يكتفي؟

د.منى النموري


إكتشافات السنين لأم أربعة وأربعين

أيمن أبو العز


تغريدات فلسفية (10)

د. مروه نعيم


أضغاث أحلام (5)

كريم علي


  بين الشيطنة والملائكية

عبد العظيم درويش.


  المعاشات.. «خط أخضر» دائماً!

أحمد الصاوى


  عاشت حرية الرأى

حسام عبد العزيز


  الحلول الغائبة !

 

 

Flag Counter

هل تتوقع تراجع الأسعار في الأسواق مع توفير مستلزمات الانتاج؟

  الأسعار لا تتراجع في مصر بعد زيادتها

  نعم ستتراجع بسبب توفير مستلزمات الانتاج

  غير مهتم


نتائج

 

أضف  البريد الالكتروني :
 
 

 
 
 

الإرادة إمرأة

د. مروه نعيم

 

التاريخ : الجمعة 31 يوليو 2015 12:03:57 صباحاً

حدثنى الأستاذ حمدين صباحى عن أستاذته القديرة الراحلة بقسم الصحافة بكلية إعلام القاهرة كنموذج مُلهِم و مثال يحتذى. قص حكايتها المبهرة بإختصار لم ينقصه الإكبار و التقدير، فكان ما رواه كافياً لإثارة إعجابى الشديد بها، و دفعى لمحاولة إجراء بحثاً موسعاً عنها.
و قد وجدت فى قصتها ما يستحق التأمل، و التدبر، و الإقتداء.
فما أحوجنا للقدوة، و للنماذج المضيئة هذه الأيام.
ولدت الأستاذة الدكتورة إجلال خليفة فى السادس عشر من إبريل عام 1924 بمدينة المحلة الكبرى بمحافظة الغربية. و كمعظم الريفيات فى ذاك العصر، لم تنل فى البداية حظاً من التعليم. بل كمنت المفارقة فى أنها نزحت إلى القاهرة برفقة أشقائها الذكور ليدرسوا هم بينما تتعهد هى برعايتهم و تباشر شئون المنزل! شعرت بعد فترة بأنها خُلقِت لدور مختلف، و كان لديها قدر هائل مِن الإرادة جعلها تستأنف مسيرة التعليم؛ فإلتحقت بمدارس ليلية و أتمت دراستها بمرحلة التعليم الإبتدائى و قد بلغت من العمر إثنتى و ثلاثين عاماً!
هل تستوعب أى "معجزة" علمية و إجتماعية حققتها كامرأة مصرية فى زمن و مجتمع آنذاك؟!
إنتظر .. فإن الإبهار الحقيقى مازالت تفاصيله لم تسرد بعد! 
إنها لم تكتفى بذلك، بل واصلت دراستها حتى حصلت على ليسانس الآداب قسم صحافة عام 1962. و واصل الطموح تحليقه بها فحصلت على درجتى ماجستير إحداها فى الدراسات الإسلامية و الأخرى فى الصحافة، ثم درجة الدكتوراة فى الصحافة عام 1969.
عملت لاحقاً بالأهرام ودار الهلال و الهيئة العامة للإستعلامات‏، فضلاً عن بعض الأدوار بوزارة العلاقات الخارجية و وزارة السياحة‏. ثم كان تدريسها بالجامعة، و تدرجت فيها حتى صارت رئيساً لقسم الصحافة بكلية الإعلام جامعة القاهرة عام 1976 ثم وكيلاً لذات الكلية فيما بعد. علاوة على ذلك، فقد كانت أستاذاً زائراً بعدة جامعات عربية بالمغرب و الكويت و الامارات  و ليبيا و السودان. كما مثلت مصر في مؤتمرات علمية عالمية. و تعد أول سيدة تقوم بالتدريس في قسم الصحافة بجامعة الأزهر. 
نشطت رحمها الله فى مجال العمل الإجتماعى كذلك، فكانت عضواً مؤسساً لجمعية أولادي منذ عام‏1954‏ و عضو جمعية التقدم الإجتماعي عام ‏1968.
يدين لها طلابها بفضل كبير؛ و قد دون بعضهم تفاصيلاً عن سماتها الأكاديمية و الإنسانية جاء فيها أنهم إعتبروها رائدة العمل الصحفي الأكاديمي فلقبوها بـ "الهانم". جاء على لسان طلابها أيضاً أنها حصلت على لقب الأم المثالية رغم أنها لم تتزوج و لم تنجب. و يذكر الجميع لفتاتها الإنسانية المؤثرة كحرصها على الإفطار الجماعى فى رمضان مع أساتذة و طلاب قسم الصحافة. و كان لها تقليداً معتاداً بأن تحضر طبقاً طهته بنفسها لهذا اليوم. إتسمت معاملتها بالود و الصراحة و الشدة متى إقتضى الأمر. كانت حريصة على الصلاة فى أوقاتها و إتخذت من تربية الطيور هواية لها. و يُذكَر أيضاً أنها كانت بالغة الإعتداد بالنفس و الحفاظ على الكرامة.
إلا أن روايات قد صادفتنى عن معاناتها من الشعور بالوحدة. و كانت تتغلب على ذلك بمناقشات مع الطلاب حول ما يدور فى وسائل الإعلام – أو الصحافة المسموعة على حد تعبيرها – و كانت تنتقد نواحى القصور فى الدراما المصرية من قصص ضعيفة و مكررة و (موضة) تفصيل مسلسلات لنجوم بعينهم.
كان لها قولاً مأثوراً عن الخبر الصحفى ليت صحفيو (آخر زمن) يعملون به:
"أن يعض الكلب إنسانا فهذا ليس بخبر، و لكن أن يعض الإنسان كلباً فهذا هو الخبر".
و فى الثانية و السبعين من عمرها، رحلت الدكتورة إجلال فى السابع عشر من نوفمبر عام 1997. لكنى أظنه محض رحيل مادى لا ينتقص من حضورها فى الغياب. هى حاضرة كلما إستلهم المرء منها أسوة حسنة تحفز إرادته، و نثر من سيرتها الذاتية العَطِرة علامات إرشادية بطول طريق الحياة.
 
 

التعليقات



من نحن - إتصل بنا - الإعلانات - خريطة الموقع - إدارة التحرير

 © Copyright  2012 Albalad Alyoum

Designed and Developed by SLSEG.Com , All Rights Reserved .