(10)
إن الشر مكون أساسى من مكونات الدنيا ..
و ضمان لإستمرار دورة الحياة إستمراراً متوازناً يضمن للبشر أسباب البقاء.
قد لا يقنعك قول كهذا، لكن شئت أم أبيت، لن يُجتَث الشر من نفوس بعض الناس أبداً.
و تتعدد الوظائف الحيوية للشر فى الحياة، فالشر يؤدى بالضرورة لوقوع الظلم، و هذا الظلم يجعل الغافلين يتذكرون الله و يذكرونه، و مِن ثم فهو أداة لتقويمهم و إكسابهم الحسنات.
ثم أنه أداة أيضاً لتمكين العدل بغير ذات طريقة؛ كأن يضرب الله الظالمين بالظالمين، أو كأن يُكسِب الظلم أصحابه جبال من الذنوب و السيئات، فيستحقوا بها سوء العذاب.
لا تحنق إذن من مصادفة بعض الأشرار فى الطريق ..
فكر فى الهدف الأسمى، و النفع المرجو من ذلك!
(11)
وجد الإرهاب بيئة مثالية، و تربة إجتماعية خصبة على أرض مصر!
إنها حقيقة مؤسفة يجدر بنا أن نعترف بها، و نناقش أسبابها كى نتوصل فى النهاية لأفضل الطرق للتعامل معها و تغييرها بما يحقق الصالح العام و المستقبل المنشود.
بدايةً، لا توجد دولة بمأمن من الإرهاب .. و ليست المشكلة فى الكفاءة الأمنية فحسب .. و لو كانت كذلك، لما حدث ما حدث لأميركا فى سبتمبر 2011.
ما المشكلة إذن؟
إن الإرهاب و إن كان يعتمد فى الشق الأكبر من تكوينه و مسلكه على العنف و إستخدام السلاح، فإن مكونه الأخطر المستتر هو الأيدولوجيا.
على مَن يود التصدى للإرهاب أن يبحث فى منشأه .. و يتفهم عوامل الطرد الإجتماعى، و التشوه القيمى، و الفهم الخاطىء للدين .. فكلها تعمل على غسيل المخ و تكوين الأيدولوجيا المشوهة خِلقياً.
إن التعليم النظامى و الإعلام الرسمى آداتين لا تقلان أهمية عن التعامل الأمنى مع الإرهاب.
(12)
ليس بمقدورك إصلاح الكون بمفردك؛ هذا صحيح.
لكن لا تتخذ من ذلك ذريعة لتخالف ضميرك، أو لتتكاسل فى عملك، أو تتجاهل إملاءات فطرتك الطيبة.
نعم، لست مسئولاً عن الأخطاء الكبرى المُركبة التى إرتكبها غيرك، لكنك مسئول عن التمريرة التى تخرج مِن قدمك متى إستلمت كرة الفعل.
أنت مسئول عن دورك فى الحياة فحسب.
لو رأيت العالم مِن حولك يعج فساداً، لا تخض مع الخائضين.
إحسب حساب ذلك اليوم الذى ستقف فيه بين يدى الله، فيسألك لماذا فعلت كذا و كذا؟
إجهز بالإجابة مِن الآن ..
فلن تكون ثمة فرصة لحصة مراجعة نهائية قبل ذاك الإمتحان.
(13)
من مظاهر نعم الله عليك، و من مظاهر حسن عبادتك على حد سواء أن ترضى بالمقسوم.
لكن عليك أن تنتبه لذلك الفاصل الرفيع بين الرضا و التواكل.
إن الرضا بالمقسوم ليس مرادفاً لليأس، و الخنوع، و الإهمال، و عدم بذل الجهد.
أن ترضى بقضاء الله أى أن تتقبل إبتلاءاته، و لا تتذمر و تعاتب ربك فيها إن كانت سيئة أو أقل مما تتمناه.
و مع الرضا بما قسم الله، عليك أن تسعى لما ترى فيه صلاح أمرك.
فإذا حلت بك نازلة، إقبل بها كأمر واقع فرضته إرادة الله، ثم إجتهد لإيجاد سُبُل الخروج منها و تخفيف مضارها.
سترتاح نفسك كثيراً لو إنتهجت الرضا و مارست الطمأنينة.