الثلاثاء 30 مايو 2023 - 09:06 صباحاً  

sg

مطعم وكوفى شوب القرية النوبية

مطبخ سماح

حديث الصور - البلد اليوم

عبد الرازق الشاعر


من يكتفي؟

د.منى النموري


إكتشافات السنين لأم أربعة وأربعين

أيمن أبو العز


تغريدات فلسفية (10)

د. مروه نعيم


أضغاث أحلام (5)

كريم علي


  بين الشيطنة والملائكية

عبد العظيم درويش.


  المعاشات.. «خط أخضر» دائماً!

أحمد الصاوى


  عاشت حرية الرأى

حسام عبد العزيز


  الحلول الغائبة !

 

 

Flag Counter

هل تتوقع تراجع الأسعار في الأسواق مع توفير مستلزمات الانتاج؟

  الأسعار لا تتراجع في مصر بعد زيادتها

  نعم ستتراجع بسبب توفير مستلزمات الانتاج

  غير مهتم


نتائج

 

أضف  البريد الالكتروني :
 
 

 
 
 

فتنة زويل

د. مروه نعيم

 

التاريخ : الجمعة 02 سبتمبر 2016 09:11:40 صباحاً

مِن سمات الخسيس تجنب المواجهة والمصراحة. فيلجأ للضرب تحت الحزام، والطعن فى الظهر، وتكييل الإتهامات للخصم بعد الموت!
ومِن سمات الجاهل أن يعمه فى غِيه. يجتزىء الحقائق والكلام ويجردهم مِن السياق. ثم يردد المبتور كالببغاء، ويسوقه كدليل إدانة.
ومِن سمات الموتور إختلاق الأكاذيب، أو إضافة إفتراءات إلى أنصاف الحقائق لطهى الشائعات. لا يختلف مع خصمه بشرف. ولا يطيق فكرة كونه الأدنى فى أمر ما.
جميعهم لا يكلفون أنفسهم تحرى الدقة وعناء البحث.
وإننى أرى – وفق ذلك – أن معظم مَن تبارى فى الهجوم على الرجل ما بين خسيس، وجاهل، وموتور.
لا أظن أن إختيار توقيت إثارة ذلك الجدل الكبير حول الدكتور أحمد زويل – رحمه الله – كان محض صدفة. صحيح أن الرجل قد واجه إنتقادات مشابهة أثناء حياته، لكن نشر تلك الصور التى يصافح فيها رئيس الكيان الصهيونى ويلوث خلفيتها علمهم البغيض، لم يحدث من قبل.
لقد إختار مَن أثار تلك الفتنة أن يشعل فتيلها بعد رحيل دكتور زويل. فالموتى لا يدافعون عن أنفسهم. فضلاً عن ذلك، فالفرصة سانحة، والباب مفتوح على مصراعيه لإختلاق ما يحلو مِن أكاذيب، وإضافة ما أمكن من بهارات لتلك الصور. فالرجل قد عاش هناك لسنوات؛ يحاضر فى جامعاتهم، ويطور ترسانة أسلحتهم التى يبيدون بها أطفال العرب!
إنتظرت تفنيداً للتهم ممن يعرفون الدكتور زويل حق المعرفة، وعلى رأسهم الأستاذ أحمد المسلمانى. فإذا بهم ينفون بالكلام، وبالمنطق المقنع أحياناً. لكن أحداً منهم لم يقترب من نيران الحقيقة التى نجم عنها دخان تلك الصور الموجعة. ربما تجنبوا ذكر الحقيقة كى لا يدينون الرجل ولو نصف إدانة.
و كان على مَن يود تقصى الحقيقة كاملة أن يبحث بنفسه. وليس البحث سهلاً فى سيل مِن المصادر الثانوية؛ يخضع معظمها للذاتية والدسائس. 
تلمست المصادر الأولية للمعلومات ما إستطعت، فسألت بعض المقربين مِن إدارة مدينة زويل عما يعرفوه، وما سمعوه بآذانهم مِن دكتور زويل نفسه.
و توصلت بعد إستقصاء إلى ما يلى:
كانت للرجل سقطة عام 1993 لا تغفرها ضمائر الكثيرين – وأنا منهم – حين ذهب إلى الأراضى المحتلة لإستلام جائزة Wolf فى الكيمياء. وهى جائزة دولية يمنحها الكيان الصهيونى للأحياء من العلماء والأدباء منذ عام 1978 لإنجازاتهم التى تخدم البشرية، وتكرس للعلاقات الطيبة بغض النظر عن الجنسية، أو العِرق، أو اللون، أو الدين، أو النوع، أو التوجهات السياسية.
ذكر مصدرى أنه سمع مِن أحد المقربين من الدكتور زويل أن الرجل قد ذهب إليهم بالفعل، وإستلم الجائزة، وألقى كلمة عليهم. وحين سُئِلَ فى ذلك، كانت فلسفته أن العلم لا وطن له، وأنه لن يمكنه أن يمنع احداً من تكريمه، وأنه ربما إستطاع بعلمه وكلمته أن يغير شيئاً فى فكر مستمع منهم.
إنتهت القصة.
و لست بصدد الدفاع عنه أو إدانته هنا. ولا أكتب مقالى هذا لأصادر رأيك فى الحكم على موقفه. فعن نفسى، أختلف معه كلياً وجزيئاً، وأراه مخطئاً، وأستفتى قلبى وعقلى وضميرى، فلا يتقبلوا ما أقدم عليه تحت أى ظرف. لكنى لا أخونه – رغم ذلك – لعدة أسباب:
1. لم يثبت على الدكتور زويل أكثر من إستلام جائزة دولية. صحيح أن المانح دولة معادية وعدو تاريخى شعر بحجم عبقريته وعلمه قبل أن يشعر به العالم أجمع بست سنوات ويمنحه جائزة نوبل عام 1999، لكن العلماء فى حاجة ماسة إلى الإحتفاء والتقدير.  وعلىَ وأنا ألومه على ما إقترف، أن ألوم بلده الذى لا يحتفى سوى بمنتخب كرة القدم!
2. كل إبن آدم خطاء – أى كثير الخطأ – وهذا خطأ يتيم للدكتور زويل، وخير الخطائين التوابون. وأظنه فعل، وربما ندم فى قرارة نفسه على خطوة كهذه؛ بدليل أنه بالغ فى الإعتزاز بمصريته وتوكيدها وخدمتها بإخلاص كامل منذ 1999 وحتى توفاه الله.
3. الحسنات يذهبن السيئات. وإن كانت للدكتور زويل سيئة واحدة، فله من الأفضال والحسنات الإجرائية على أجيال شابه من المصريين ما لا يعد ولا يحصى. ويكفى ما أحدثه مشروعه القومى الحقيقى العملاق – مدينة زويل للعلوم والتكنولوجيا – من حراك فكرى، ورقى علمى، وإرتفاع فى مستوى طموح قطاع عريض من الشباب. كانت كل فيمتوثانية من وقت هذا الرجل بثمن باهظ، ومع ذلك، لم يضن بوقت ولا جهد ولا علم على مصر وأبنائها.
4. إن إرتديت نظارة طبية، ورأيت الأمر بمنظور مجرد، ستجد أن منطق الرجل مقبول: أراد أن يوصل رسالة أن هذا المصرى المسلم هو الأفضل علمياً بإختيارهم، وأن بإمكانه أن يحاضرهم فيغير شيئاً فى فكر ونفس البعض منهم. يختلف معه الكثيرون منا، لأن وجداننا قد تشكل بالكامل هنا، ولم يحتك بـ (براجماتية) الأمريكان وعمليتهم المجردة.
على أى حال، لقد رحل دكتور زويل تاركاً لنا ما ينفعنا ماكثاً فى الأرض. ترك علماً ينتفع به. وإنه لمن قصور العقل وقَِصر النظر أن نهمل مشروعاً واعد المردود على التعليم، والإقتصاد، والصناعة مِن أجل الإختلاف فى وجهات النظر حول موقف قام به شخص قد رحل بما له وما عليه.
إن مدينة زويل الآن – رحم الله مؤسسها –  ملك المصريين وعليهم أن يحسنوا إدارتها، ويستفيدوا بإنجازاتها العلمية.
بسم الله الرحمن الرحيم
"فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ".
صدق الله العظيم
(سورة الرعد: الآية 17)
 
 

التعليقات



من نحن - إتصل بنا - الإعلانات - خريطة الموقع - إدارة التحرير

 © Copyright  2012 Albalad Alyoum

Designed and Developed by SLSEG.Com , All Rights Reserved .