التاريخ : الخميس 06 سبتمبر 2012 12:37:09 مساءً
لم أصدق عينى وأنا أطالع هذا الإشعار على صفحتى ب(الفيس بوك)!! كتب أحدهم منهاراً عبارة وداع لواحده من أنجب طالباتى علماً وخُلقاً!! الشلل التام لمراكز الإستيعاب فى المخ هو أول ما يصيبك فى حالة كهذه.. يليه ذلك الشعور بالرهبه وضآلة الحجم وعبثية كل ما ترتكب من حماقات فى حياة أقصر مما تتخيل.. قد تنتهى فى أى لحظة دون أن تنذرك أو تمهلك لتصحح خطأ او تعتذر لشخص أو تودع حبيب.
بعد فتره إذدردت لعابى وإمتصصت الصدمه.. وتواترت أسئله لا قيمة لها مثل: متى؟.. كيف؟.. وهل فى الموت إيضاح؟! تعددت الأسباب. إنه زائر لا يعرف الإستئذان ولا يتحلى بآداب الزياره! ودائماً وأبداً مباغت.. ولكنه أحياناً يمعن فى إصابتنا بالذهول التام ويختطف مَن يختطف ويترك ألسنتنا معقودة عقداً من فرط الدهشة.
و بمرور الوقت تأخذ الدهشه فى التلاشى تدريجياً تاركة للعقل فرصة كافيه فى التأمل إن أراد ذلك.
و تأملت الموقف.. الموت فجأه.. فى ريعان الشباب.. وبلا ادنى معاناة صحيه او حادثة.. ما الذى يمكن أن يعنيه ذلك؟! اهى إحدى علامات إقتراب الساعه التى أشار إليها صلى الله عليه وسلم حين قال: "من اقتراب الساعة أن يرى الهلال قبلا فيقال لليلتين، وأن تتخذ المساجد طرقا، وأن يظهر موت الفجأة"؟.. اهى إنذارات من الله لعباد غافلين أكثروا فى الأرض الفساد ونسوا الله فأنساهم أنفسهم ولكن رحمته تأبى عليه ألا يذكرهم حتى الرمق الأخير؟!.. ام انه منهج الله فى الثواب والعقاب كما قال النبى الكريم عليه الصلاة والسلام: "موت الفجأة راحة للمؤمن وأخذة أسف للكافر"؟
فى تقديرى المتواضع أن الحكمة من الموت فجاه فى ريعان الشباب هى كل ما سبق.. فيوم القيامة يقترب بلا شك.. علاماته واضحه للعقل ومحسوسة جداً للقلب.. ورحمة الله بديهية، ومن المنطقى ان يحذرنا الله علنا نعقل ونثوب لرشدنا قبل فوات الأوان.. كما أن الدنيا دار شقاءٍ وكَبَد، وطبيعى أن يكون تركها سريعاً بلا مرض أو ألم او عذاب مكافأة للمؤمن وعقاب لغير المؤمن الذى لم يمهله الله الوقت الكافى للتكفير عما إرتكب من آثام.
و رغم حزنى الشديد على إبنتى وتلميذتى العزيزة هبه دوير، إلا أن أخر ما كتبت على صفحتها قبيل وفاتها بيوم واحد قد رسم إبتسامه واهنه على وجهى وسط الدموع.. كتبت: " اللهم لا سهل إلا ما جعلته سهلا اللهم يا رحمن يا رحيم يا معين يا من تجيب دعوة الداع أدعوك بكل اسم هو لك أن تيسر لي كل أمر وتقر عيني وتحفظني أنا وأهلي وأن تكتب لي اليوم ساعة يسر واجابه وقبول وراحة وسعادة اللهم اني أعوذ بك من كل شر وأعوذ بك من حسد الأعين وحقد الأنفس ومن شياطين الانس والجن اللهم انت القادر المقتدر الودود اللطيف اسألك بقدرتك أن تهون على وتلطف بي ياااارب".. اللهم أرحمها وإغفر لها.. اللهم إحسن ختامنا جميعاً.
|