التاريخ : الثلاثاء 02 أكتوبر 2012 10:34:02 مساءً
بعيداً عن الشعارات المُستهلكه، أقولها لكم بصدق: الميسيحيون فى هذا الوطن إخواتنا .. هذا ما إستقر فى وجدانى و أظنه مستقراً كذلك فى وجدان الكثيرين من بنى وطنى مسلمين و مسيحيين .. و حتى لا يبادر البعض بإتهامى بأننى خياليه أو جاهله بحقيقة الأمور، فإننى سأعرض عليكم مواقفاً عشتها بنفسى على أرض هذا الوطن و على مدى زمنى ممتد:
• فتحت عينى على هذه الدنيا لأجد أعز صديقه لوالدتى هى طنط نادره عدلى، و أقرب صديق لوالدى هو زوجها عمو شاكر جرجس .. و كبرت قليلاً لأعرف أن أبى و أمى – المسلمين – هما سبب زواجهما! و تمتلىء ذاكرة السنوات الماضيه بعشرات المواقف و الذكريات الجميله لمواقف شهامه و محبه خالصه بيننا إفتقدتها حتى مع أهلى بالدم .. نحن نزورهما و نذهب معهما للمصيف و نتبادل التهانى فى أعيادنا دون تكلف. حتى هذا المكتب الذى أجلس عليه الآن لأسطر هذا المقال صنعه لى عمو شاكر و أهدانى إياه عندما نجحت فى الإبتدائيه .. سلمت يداه و بارك الله لى فى عمره.
• لوالدتى صديقة مسيحية أخرى هى طنط ملك ميخائيل – رحمها الله – كانت ملاكاً هادئاً نبيلاً .. و لها معى موقف لا ينسى عندما طُلِبَ منا فى أحد المقررات أثناء الدراسه بالكلية أن نجمع نصوصاً من القرآن و الإنجيل و التوراه تتحدث عن قيم إنسانيه معينه. و لجأت إليها فى ذلك، فقد كانت متدينه للغايه و تقضى أوقاتاً كثيره فى الأديره .. و قامت بجمع نصوص كثيره من الإنجيل (العهد الجديد) و التوراه (العهد القديم) و كتبت لى (عرايز) كامله و بفضلها كنت الوحيده من بين دفعتى قاطبة التى تمكنت من إنجاز هذا البحث.
• ذهبت مع والدتى للكشف لدى طبيب بالأسكندريه، و أثناء إنتظار دورنا، دخلت العياده ممرضه مسيحيه تعمل لدى طبيب آخر بنفس العماره .. و طفقت تتحدث مع ممرضة العياده المسلمه المُحجبه شديدة التدين و دائمة الترديد للقرآن .. و إندهشت من حميمية الحديث الذى تطرق للبوح بأسرار و مداعبات حول الصيام و إنتهى بطلب خاص من الممرضه المسيحيه لأختها المسلمه لأنها على حد تعبيرها "ما بتثقش فى حد غيرها"! ليتنى صورت لكم ما رأيت صوت و صوره .. لقد بهرنى هذا الموقف تماماً!
هذا بعض مما عشت .. و لذا فعقلى لا يستوعب إطلاقاً ما يسمى بالفتنه الطائفيه .. إن من يردد مثل تلك المصطلحات يتحدث عن بلد أخر غير مصر بالتأكيد .. و ما يجرى فى رفح لا علاقة له بالدين بتاتاً .. إنها لعبه سياسيه قذره تُستخدم فيها نغمات نشاز لا تنفذ من الأذن حتى كى تصل للوجدان! .. إن إنسجام و إنصهار المسلمين و المسيحيين المصريين فى الحضاره المصريه العربيه الإسلاميه حقيقه فطريه لا تحتاج لمزايده او توضيح لأى عاقل .. و لكن جُلَ ما أخشاه أن إستفزاز مشاعر المسيحيين بهذا الشكل الهمجى المستمر مع الرفض الصامت من مسلمى مصر و التجاهل الغير مفهوم من أولى أمرها سيؤدى حتماً فى النهايه إلى ما لا يحمد عقباه .. فالقدره على الإحتمال محدوده .. و يا روح ما بعدك روح .. اللهم إنى قد بلغت .. اللهم فأشهد.
|