السبت 23 سبتمبر 2023 - 07:16 صباحاً  

sg

مطعم وكوفى شوب القرية النوبية

مطبخ سماح

حديث الصور - البلد اليوم

عبد الرازق الشاعر


من يكتفي؟

د.منى النموري


إكتشافات السنين لأم أربعة وأربعين

أيمن أبو العز


تغريدات فلسفية (10)

د. مروه نعيم


أضغاث أحلام (5)

كريم علي


  بين الشيطنة والملائكية

عبد العظيم درويش.


  المعاشات.. «خط أخضر» دائماً!

أحمد الصاوى


  عاشت حرية الرأى

حسام عبد العزيز


  الحلول الغائبة !

 

 

Flag Counter

هل تتوقع تراجع الأسعار في الأسواق مع توفير مستلزمات الانتاج؟

  الأسعار لا تتراجع في مصر بعد زيادتها

  نعم ستتراجع بسبب توفير مستلزمات الانتاج

  غير مهتم


نتائج

 

أضف  البريد الالكتروني :
 
 

 
 
 

إفراج‏

عبد الرازق الشاعر

 

التاريخ : الخميس 11 أكتوبر 2012 11:38:09 مساءً

ذات ليلة، مر فريدريك الأكبر على سجن برلين ليتفقد أحوال النزلاء هناك. وهناك، بسط المغبونون بين يديه حاجاتهم وبين قدميه أجسادهم، وعضدوا توسلاتهم المسعورة في الحرية بطعون في الأحكام ونزاهة القضاء. أدار الملك عينيه الواسعتين في الوجوه متفرسا حتى وقعتا على رجل أدار له ظهره وعف لسانه عن سؤاله، فناداه قائلا: "وأنت؟ ما تهمتك" فأجاب الرجل: "السرقة بالإكراه يا سيدي." فسأله الملك: "هل تقر بذنبك؟" قال الرجل: "نعم، وأستحق الحكم الصادر ضدي." عندها، نادى الملك آمر السجن، وقال: "أطلق سراح هذا المذنب. أخشى أن ينقل عدواه إلى باقي النزلاء البرآء جدا." لم يصدق الرجل قدميه، وهو يغادر بوابة السجن ليستقبل نسائم الحرية التي منحها إياها ملك لا يعاقب إلا الكذوب. ولأن المفسد جدا قد صدق الحديث وأقر بالجرم، فقد حقت عليه لعنة الطرد من زنزانة الملك القاهر، وهي رواية تذكرني بما كان من قوم لوط الذين طالبوا بإخراج نبيهم ومن آمن معه من قريتهم لأنهم "أناس يتطهرون". صحيح أنهم لم يكونوا خلف القضبان الحديدية يومها، لكنهم كانوا خلف قضبان أخرى لا حاجة لسردها هنا. وخلف القضبان مضغ الواقفون أمام عدالة الملك عرائضهم، ولووا رقابهم نادمين ولسان حالهم يقول: "لو كنا نجيد السرقة بالإكراه لكنا من الخارجين." لكن عدالة القضاء تقتضي أن يخفي الناطقون بالأحكام قوانينهم عن أعين المحكومين حتى لا يراجعونهم أو يطالبونهم بالمواد التي استندوا إليها قبل إصدار أحكامهم. فليخرج إذن من شاء الحاكم بأمره أن يخرج من ضيق الزنازين إلى رحابة الأسواق والشاليهات والمنتجعات، وليعض أصحاب المظالم أصابع الندم على جرائم لم يرتكبوها وليلبثوا في السجن بضع سنين حتى يتفضل ملك آخر صاحب عدالة أخرى بزيارة ثكناتهم المظلمة والنظر في اعترافاتهم القادمة بارتكاب السرقة بالإكراه وأنهم قوم يتطهرون. في بلاد يحاكم الخارجين عن قوانينها الفريدريكيون لا خوف على قوم يتطهرون، فعدالة الملوك الحريصون جدا على سيادة القانون تأبى أن يدخل السجن أرباب السوابق الذين يرتكبون الفواحش ويأتون في نواديهم المنكر فيفسدوا على السجناء الطيبين أخلاقهم. في بلاد فريدريكية كبلادنا لا حاجة بنا لمحاميي دفاع، فعدالة الملوك تحرسنا في قاع الجب وتأبى أن يختلط طهرنا مع فساد الأحرار من قطاع الطرق والمفسدين. أيها الواقفون في وجه عدالة قوم لوط، يا من تتنادون للخروج على قوانين العدالة الفريدريكية، تمهلوا قليلا وراجعوا قوانينكم يرحمكم الله، فقد سن لكم سدنة القوانين وأرباب العدالة ما يحمي براءتكم في غياهب السجون الوطنية. لا تستمعوا إلى المفسدين الذين يجرونكم للخروج من قواقعكم المسيجة فترتكبوا جريمة الخروج على القوانين المقدسة والمشرعين الذين يخرجون المفسدين من زنازينكم الفسيحة إلى ضيق الفنادق والملاهي واستديوهاتهم المغلقة.

 

التعليقات



من نحن - إتصل بنا - الإعلانات - خريطة الموقع - إدارة التحرير

 © Copyright  2012 Albalad Alyoum

Designed and Developed by SLSEG.Com , All Rights Reserved .