التاريخ : الثلاثاء 23 أكتوبر 2012 02:35:14 مساءً
هذه هى الحقيقه التى لا يراها البعض ويشيح عنها البعض الآخر بوجهه.. نعم.. كلنا جناه.. وكلنا ضحايا فى هذا الوطن. وقبل أن تصرخ فى وجهى أيها القارىء كما يفعل معظم المصريون هذه الأيام دعنى أكمل حديثى لنهايته و إعطنى فرصه لأتحدث وإعطى نفسك فرصه لتمارس فضيلة الإستماع!
سأبدأ من نقطة إتفاقنا.. كلنا ضحايا.. فالنظام السابق ظلم الجميع.. ظلم الفقير عندما دهس آدميته وأثقل كاهله ولم يستمع لأنينه.. وظلم الغنى عندما بالغ فى ملء أحشاءه ترفاً وفساداً فجرده من الضمير ومسح إنسانيته (بأستيكه)!.. ظلم المعلمين والأطباء وأساتذة الجامعات عندما اهانهم وأذلهم مادياً وأدبياً وهم من يقدمون أجل الخدمات للوطن.. وظلم القضاه والضباط والجنود – وهم أيضاً فئات تقدم خدمات جليله للوطن – عندما وضع معاييراً معيبه تجعل الإنضمام لصفوفهم (ب 50% ثانويه عامه) أو بالتوريث الفج المقزز!.. ظلم مَن تدخل القدر لإنقاذه رغماً عن براثن هذا النظام وأمن دولته الغابر وتقبل الله دعوة والدته وفاز بوظيفة هى حقه الطبيعى عندما عينه فى مكان لا يناسب تخصصه أو أقل من قدراته يتقاضى فيه راتباً هزلياً لا يفى بأبسط متطلبات الستر.. وظلم العاطل ببطاله قاتله جعلته (عاله) على أهله أو دفعته للإنحراف أو ألقت به على كرسي فى قهوه وحولته إلى مدخنٍ شره على أفضل تقدير!
و القائمه طويله.. تتسع لكل مواطن على أرض مصر.. لو فكرت فيما مر بك، ستجد ان مبارك ونظامه قد ظلمك بشكل أو بأخر. وهذا ليس تجنياً عليه، ففى رأيى ان الحاكم طالما قَبِلَ أن يحمل المسئوليه والأمانه التى تنوء بحملها الجبال طوعاً، فهو مسئول مسئول عن كل دابه تسير على أرض وطنه لا عن كل نفس فحسب.
و لكنك جانى كذلك أيها الضحيه!.. لأنك إستسلمت وسلمت بانك ضحيه وإتخذت من ذلك حجة للإهمال فى عملك مثلاً مردداً خفية وجهاراً: "إيه؟! على قد فلوسهم وإن كان عاجبهم!".. أو "كانت عملتلنا إيه البلد عشان نعملها؟!".. أو أنك تواكلت ووضعت يدك على خدك نادباً حظك كبعض النساء ولم تحاول أن تنحت فى الصخر.. وإن لم تكن قد فعلت شيئاً من ذلك، فلا بد أنك كنت سلبياً وخضت مع الخائضين وتحولت لشيطان أخرس يرى الفساد ولا يدفعه مقتنعاً بأن: "مش أنا إللى هعدل الكون!"
اتمنى ان تكون قد هدأت وإقتنعت الآن.. حسناً.. ما الهدف من هذا الطرح؟!.. الهدف أن تكون موضوعياً.. أنت مظلوم.. لك حقوق مهدره من حقك أن تطالب بها وتحصل عليها بعد طول حرمان.. ولكن لا تنسى أنك ظالم بشكل او بأخر.. وتذكر أن مصر هى الضحية الوحيده لكل هذا على مر العصور.. مصر هى التى حملت أوزار الطغاهو المظلومين على حد سواء.. ومصر الآن فى حاجة إلى ضميرك ويدك.. فكر فيها قبل نفسك.. حارب من اجلها فى ميدانك.. فى عملك.. لا تنسى حقوقك وطالب بها، لكن لا تتوقف عن العمل.. فمصر ما عادت تحتمل. |