التاريخ : الأربعاء 13 مارس 2013 11:59:11 مساءً
كُلُ يُعبر بطريقته ويهدى من أَحب ما يُحب بحسب قدارته و ما يملك من مُعطيات أثمنها بالطبع ما يجعلها وسيلة الإهداء ، ولن تجد عند من تهوى يداه الرسم بالكلمات أغلى من التدوين إهداءً لمن نُحب وتخليداً للهام من اللحظات فى حياة الإنسان خاصة إذا كانت احدى لحظات الوصول إلى الأمانى .
عجبت لتلك الحيوية والنشاط اللذان بُثَ فى قلمى عند رسم تلك الكلمات ولا ادرى هذه الحيوية انتابت القلم ام صاحب القلم ، فرأيت قلمى يغزو كالفارس المغوار بين السطور وتارة اخرى شعرت به يرقص بالكلمات كأمهر الراقصين على أنغام فرحته بتدوينه أولى كلمات تاريخه الحسى .
يمتلئ عمر الإنسان بالطموحات والأمانى التى دوما يبحث عنها ويتمنى الوصول إليها ، وتبقى التقاء روحين بالراحة او الخطف بالأرواح كما أُحب ان أطلق على الحب هى من عظيم الأمانى فى حياة الإنسان بل عند تحققها تُدخل بهما فى زمرة التاريخ الإنسانى مُودعين التاريخ ما قبل الميلاد الفعلى لإنسانيتهم .
سيظل الحب هو الإحساس اللغز والشفرة التى لا يقدر احد على فكها والمُركب الذى حاول الكثير معرفة سر خلطته وتكوين تركيبه ، فهو الداء الذى إذا أصاب العجوز جعله شاباً ولو على كهله وإذا لم يُصب الشاب حوله إلى كهل ولو فى وهج شبابه ، تعددت الأوصاف وكثرت الحيرة فى توصيفه واجمعت البشرية على انه رزق الأُلفة بين القلوب مُؤيد بتوفيق النصيب من الله عز وجل فنصل إلى المحبة والرحمة والود وهم من أعلى درجات الحب بكل تأكيد .
"الحب عند الرجل مرض خطير وعند المرأة فضيلة كبرى" هكذا وصف أستاذنا الكبير أنيس منصور حالة الحب عند الرجل والمرأة وتناول كل منهم لهذا المُركب المسمى بالحب ، فالحب لدى الرجل جنون بشرى ذو دوى بداخله يهز كيانه ويقلب من أطواره ويُحسن من عادته ، اما عند المرأة بمثابة حرمة الخصوصية ورجفة منح قلبها وعمرها لمن انزلها بمنازل الأميرات وفضيلة ارتباط لقبها بلقب الأمير صاحب النصيب ، فلولا أختطاف الروح للروح بالألفة ما كان الحب ولذلك :
ليس فيلما للإشباح
ولا حربا لتجهيز الرماح
انه الثورة على الجراح
زلزالُ توابعه رجفة وارتياح
يسمونه ... الحب
وأسميه أنا ..
الخطف بالأرواح
|