السبت 23 سبتمبر 2023 - 06:36 صباحاً  

sg

مطعم وكوفى شوب القرية النوبية

مطبخ سماح

حديث الصور - البلد اليوم

عبد الرازق الشاعر


من يكتفي؟

د.منى النموري


إكتشافات السنين لأم أربعة وأربعين

أيمن أبو العز


تغريدات فلسفية (10)

د. مروه نعيم


أضغاث أحلام (5)

كريم علي


  بين الشيطنة والملائكية

عبد العظيم درويش.


  المعاشات.. «خط أخضر» دائماً!

أحمد الصاوى


  عاشت حرية الرأى

حسام عبد العزيز


  الحلول الغائبة !

 

 

Flag Counter

هل تتوقع تراجع الأسعار في الأسواق مع توفير مستلزمات الانتاج؟

  الأسعار لا تتراجع في مصر بعد زيادتها

  نعم ستتراجع بسبب توفير مستلزمات الانتاج

  غير مهتم


نتائج

 

أضف  البريد الالكتروني :
 
 

 
 
 

المتفائلون والمتشائمون

أيمن أبو العز

 

التاريخ : الجمعة 10 مايو 2013 06:32:19 مساءً

 

يعيش الشعب المصري منذ أكثر من سنتين وسط معاناة وابتلاءات وأحداث وتقلبات، كثير منها للأسف يؤثر علينا بشكل سلبي، فلا توجد قناة فضائية ولا مكان عمل ولا منزل ولا أي تجمع، إلا ويرسل إلينا رسالة سلبية يومياً، حتى أصبح التشاؤم هو السمة الغالبة لدى غالبية الشعب المصري، واختفت البسمة التي كانت تميزهم ليحل مكانها الترقب الحذر والنكتة الساخرة.
 
منذ القدم ومظاهر التشاؤم في حياة المصريين كثيرة، مثل رؤية بعض الوجوه، أو وقوع طبق وكسره، أو سماع صوت الغراب، أو ترك المقص مفتوحاً، أو كنس المنزل ليلاً، أو وجود رفة بالعين، وأن منا من يعتقد أن بعض الأرقام شؤم مثل الرقم 13، وحتى كثرة الضحك برغم أن الإنسان هو المخلوق الوحيد الذي يعرف الضحك، حيث يعزون كل ذلك إلى حدوث أشياءاً مزعجة أو قدوم مصائب أو أخبار سيئة، رغم أن كلها أفكاراً ليس أكثر وكلما شغلنا تفكيرنا  بها تحدث لنا.
 
تنوعت النظريات التي حاولت تفسير التفاؤل والتشاؤم وتعددت تعريفاتها بشكل يصعب جمعها أو حصرها، فمنهم من يرى أن التفاؤل هو القاعدة العامة للحياة وأن التشاؤم لا يقع في حياة الفرد الا إذا تكونت لديه عقدة نفسية ، فالفـرد متفائل اذا لـم تقـع فـي حياته حوادث تجعل نشوء العقدة النفسية لديه أمـراً ممكناً، ولـو حـدث العكـس لتـحول إلـى شخص متشائم ، ومنهم من قسم الناس إلى "الصفراوي"  وهو حاد الطبع متقلب المزاج، و"السوداوي" وهو يميل إلى الحزن والنظر إلى الحياة نظرة سوداء، ومنهم من وصف نموذجا للمنبسط والمنطوي ، فالأول يميل إلى التفاؤل والابتهاج ويُهون الأمور بكل بساطة وبلا تعقيد ، أما المنطوي فمتمرد وشكاك وقلق ويُهول الأمور ومكتئب، ومنهم من صنف التفاؤل إلى "تفاؤل لحظي" ينتهي بزوال الفعل، و"تفاؤل مستمر" عبارة عن عمل مستمر وكفاح وحب وتقدير لقيمة الحياة، و"تفاؤل خيالي" أي ليس له نصيب من أي فعل.
 
التفاؤل هو الصفة المشتركة بين الأنبياء والمرسلين، فنجد يعقوب عليه السلام وهو يضرب أروع الأمثلة في التفاؤل حين أخبروه بأن ابنه يوسف قد أكله الذئب والإبن الثاني سُرق وسُجن، فقال "يَا بَنِيَّ اذْهَبُواْ فَتَحَسَّسُواْ مِن يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلاَ تَيْأَسُواْ مِن رَّوْحِ اللّهِ إِنَّهُ لاَ يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ"، ومحمد عليه السلام حين قال لصاحبه وهو في أصعب المواقف حينما احتمى بالغار معه من بطش كفار قريش وهم بالخارج جالسون وينتظرون ويتحدثون وصاحبه يسمعهم فيطمأنه الرسول بأن الله معهما "إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللّهَ مَعَنَا"، وما أكثر الآيات القرآنية التي تحفز وتشير إلى التفاؤل مثل "فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا ، إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا" و "وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ "، و" وَبَشِّرِ المؤمنين"، كما وضع الله تعالى في كونه نظم وقوانين لا تتغير ولا تتبدل أبداً، فإذا سرنا متناغمين معها، بالقطع سوف نصل لنتائج تلك القوانين المحددة سلفاً من الله تعالى، فالمعرفة بسنن الله وقوانينه التي نظم بها الكون كفيلة بجعلنا نطمئن لنتائج أعمالنا وتصرفاتنا.
 
المتفائلون هم من يصنعون التاريخ، ويسودون الأمم، ويقودون الأجيال، فالتفاؤل من الصفات الرئيسية لأي شخصية ناجحة، حيث يزرع الأمل ويعمق الثقة بالنفس ويحفز على العمل بكل الجد والإجتهاد،  أما المتشائمون فهم لا يستطيعوا بناء حياة سوية ولا سعادة حقيقية ولا تحقيق أي نجاح، حيث أن التشاؤم يُقعد عن العمل، فلنتفائل جميعاً ونثق في أيامنا القادمة حيث أعطانا الله طاقات رائعة لتحقيق أهدافنا، فقد خلقنا في احسن تقويم، وأنه لدينا ما يستحق الحياة، فحين نلتفت لليأس يفوتنا كل شئ جميل.
 
التفاؤل وسيلة لغاية النجاح والسعادة، ولكي نصل بالتفاؤل إلى السعادة والنجاح، لابد وأن يقترن التفاؤل بالإيمان بالله وبالثقة في حكمته ومشيئته، وبالمقدرة على التفكير والتخطيط والمرونة، وبالعمل والإجتهاد والبذل والتضحية والحركة الدائمة، وبالمزيد من الإصرار والإلتزام و الكفاءة والفاعلية.
 
إنها دعوة للتفاؤل والإيجابية بين أفراد الشعب المصري، حيث تؤثر ايجابياً في تشكيل سلوك الفرد وعلاقاته الإجتماعية، وصحته البدنية والنفسية، وتصل به إلى التوافق والإتزان النفسي والبدني والإجتماعي، والنظر للمستقبل باستبشار واشراق، فالناس ترغب في الجلوس مع الأشخاص المتفائلون أكثر من الجلوس مع المتشائمون، كما يودون سماع الأخبار والأحاديث السارة المتفائلة أكثر من سماع الأخبار والأحاديث المتشائمة، بل يوصي البعض بضرورة  التحلي بصفة التفاؤل والابتعاد عن التفكير التشاؤمي.
 
 

التعليقات



من نحن - إتصل بنا - الإعلانات - خريطة الموقع - إدارة التحرير

 © Copyright  2012 Albalad Alyoum

Designed and Developed by SLSEG.Com , All Rights Reserved .